على الأماكن المشرّفة، والأفاضل المتنسّكة، ثم سار بي إلى زيارة الشيخ البركة المعتقد الزاهد الشيخ سيدي محمد العابد، فلقيته وتبركت به، وهو من أجلّ من لاقيت ونالنا منه من دعاء الخير ما شهدت نفعه وبركته، فاستخرت الله تعالى وشاورت الشيخ العابدين في مسيرتي إلى دمشق، وزيارة القدس، وخليل الرحمن»، ودخل دمشق هو والشيخ محمود بن محمود، وتعرفا هنالك بالسيد الحصفي صالح دمشق ومعتقدها، وبالعلامة الشهير الشيخ عبد الغني النابلسي، زاره أولا بداره قرب الجامع الأموي وذكر أنه وجده يشرب الدخان فكفّ حتى ألح عليه زائره في الاستمرار ثم لقيه مرة ثانية بمقام الشيخ محيي الدين بن العربي وكان شيخ مدرسة ذلك المقام، وأقام بدمشق أياما معدودات ثم سافر مع قافلة إلى القدس، وأقام هنالك اثني عشر يوما زار فيها المسجد الأقصى، وقبة الصخرة، ومدينة الخليل، ثم عاد إلى مكة، قال:«ثم عدنا إلى مكة المشرفة، فأخذني الشيخ محمد زيتونة المذكور - حفظه الله - وزورني وطاف بي على عدة رجال مشاهير من أولياء الله منهم القطب السيد جعفر، ثم الشيخ العارف بالله، السالك في الطريقة والحقيقة العلامة المدرس بدار الخيزران الشيخ سيدي محمد الوليدي، فأخذت عنه اجازات في وظائف وأحزاب، ولقنني اسم الله الأعظم، ودعا لي بخير، ودار بي على أمثال هؤلاء».
ثم رجع إلى مصر وقصد الاسكندرية، فركب البحر منها على نية النزول بحاضرة تونس بمرسى حلق الوادي، لكن عوارض البحر صدت الركاب عن خليج الحمامات وأرجعتهم أدراجهم حتى أرسوا بالمنستير، فكان نزوله من حيث ركب. والمترجم كان عارفا بالتركية، والفارسية واللاتينية، توفي في شعبان سنة ١١٤٥ لا سنة ١١٦٩ كما ذكر محمد بن الخوجة ناشر «ذيل بشائر أهل الإيمان» للمرة الأولى، قال أميرالاي الهادي صاحب الطابع في مقال له عنوانه «على هامش أسفار وزراء الدولة الحسينية إلى الحج» المنشور بمجلة «الثريا» ع ٣ س ٣ ربيع الثاني /١٣٦٥ مارس ١٩٤٦، ص ١٦ والحقيقة أن حسين خوجة توفي ١١٤٥ حسبما يفيد ذلك رسم وفاته