٢) بشائر أهل الإيمان بفتوحات آل عثمان، ترجمه عن التركية من تأليف المولى مصلح الدين اللاري، وهو (اي اللاري المذكور) اعتمد على تاريخ النشري، وأضاف اليه من تاريخ شرف الدين في واقعة تيمور لنك وذيله لادريس الملازم لركاب السلطان سليم، ثم اعتمد ما نقله قطب الدين النهر والي المكي في كتاب «الاعلام باعلام بيت الله الحرام» وأتمه بما تضمنه تاريخ الشيخ البكري «نصرة أهل الإيمان بتاريخ دولة آل عثمان» ونص على هذا الاقتباس من كتب مختلفة بقوله: «هذا ما استخرجته من لساني التركية والفارسية وترجمة العربية، المستمطر سحائب الرحمة والغفران من الله المنّان حسين خوجة».
والكتاب في تاريخ سلاطين آل عثمان من أولهم إلى عهد السلطان أحمد، ويحتوي على مقدمة وعشرين بابا، فالمقدمة للكلام عن أصول القبائل التركية التي انحدر منها آل عثمان، وخصص لكل سلطان بابا تحدث فيه عن خلافته وغزواته وانجازاته العمرانية، وختم الباب بتراجم وافية لعلماء دولته، والكتاب في مجلد من القطع الكبير، توجد منه نسخ في المكتبة الوطنية بتونس.
٣) ذيل بشائر أهل الإيمان خصصه لتونس، تعرض فيه باختصار لتاريخ تونس من الفتح التركي إلى عهد حسين بن علي (مؤسس دولة البايات)، ثم ترجم لمجموعة من العلماء ابتداء من العهد التركي، ثم العهد الحسيني، وأخيرا عقد خاتمة ذكر فيها جماعة من الصوفية والعباد في تونس، ومصر ومكة، ودمشق أثناء رحلته إلى الحج.
وقد صنف العلماء حسب المدن التي ينتسبون إليها ونشئوا فيها، وهو مصدر هام في هاته الناحية إذ اعتمده من جاء بعده من المؤرخين وكتاب التراجم، ومن الناحية السياسية هو مصدر مهم لمعرفة تطور أنظمة الحكم بتونس من عهد سنان باشا إلى عهد حسين بن علي، وأهمية منصبي الباي والدي والصراع الذي نشأ بينهما من أجل التنافس على الحكم.