وتناول المؤلف في هذا الكتاب تاريخ الفتح الإسلامي وتأسيس مدينة القيروان وتراجم الفقهاء والمحدثين واللغويين والأدباء والأطباء والصوفية والصالحين، ونثر خلال التراجم معلومات ثمينة اجتماعية واقتصادية، وأصل الكتاب هو اختصار لطبقات التجيبي عتيق بن خلف (ت ٤٢٢/ ١٠٣٤) ويزيد أحيانا بعض الزيادات عليه، ونقل فيه عن طبقات أبي العرب التميمي ورياض النفوس للمالكي. ولم يشن الكتاب إلا اغراقه في نقل العجائب وخوارق الكرامات التي لا يكاد العقل يصدق الكثير منها ولكن يبدو أنه منذ عصره شغفت العقول بتصيد الكرامات مهما كان ماتاها ومقدار صدقها ومطابقتها للواقع، فهل يصح لنا أن نعتبر أن أواخر القرن السادس هـ بتونس هو عصر بداية الانحطاط الفكري، وتقلص ملكة النقد وانكماش العقل والاعتقاد المغالي في الصوفية.
طبع الكتاب لأول مرة بالمطبعة العربية التونسية سنة ١٣٣٠/ ١٩٠٠ مع تعليقات لابن ناجي ٤ أجزاء في مجلدين والجزء الأخير فيه تراجم إضافية بعد عصر المؤلف من زيادات ابن ناجي، وطبع للمرة الثانية بالقاهرة، نشر المكتبة العتيقة بتونس، وصدر الجزء الأول سنة ١٩٦٨ بتصحيح وتعليق الأستاذ إبراهيم شبّوح، والجزء الثاني بتحقيق الدكتور الأحمدي أبو النور والشيخ محمد ماضور القاهرة ١٩٧٢ والجزء الثالث بتحقيق محمد ماضور طبع بتونس سنة ١٩٧٨.
٩) مشارق انوار القلوب ومفاتح أسرار الغيوب ط. دار صادر بيروت ١٩٥٩ بتحقيق ريثر.
والكتاب في التصوف في موضوع الحب الإلهي ويرى محقق الكتاب «ان هذه الرسالة مثل جيد لأقوال الصوفيين في العشق المتأثرين بالفلسفة الافلاطونية».