للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عليها وارقلان على العادة في تعاقب الجيم والقاف المعقدة، وهي المعروفة الآن بورقلة بالقاف المعقدة) للأخذ عن شيوخها قال: «دخلت حلقة وارجلان - حرسها الله - وذلك في ربيع الأخير سنة ٦١٦ (١٢١٩) أول ما وجب علي الصيام» (١). وفي وارجلان أخذ العلم عن أبي سهل يحيى بن إبراهيم أحد علمائها وائمتها المشاهير في القرن السابع. وكان المترجم ذكيا ألمعيا مقبلا بكليته على التحصيل، وعاملا بوصية أبيه الذي وجهه توجيها صادقا، ودفع به دفعا قويا بقصيدته التي حضه فيها على الجد في طلب العلم والكرع من مناهله العذبة، وفي هذه القصيدة تنويه بعلم شيخه أبي سهل:

فإن تك تلميذا نبيها وحاذقا ... فشيخك بحر العلم اعظم به بحرا

فما عذر من أستاذه بحر عصره ... «أبو سهل» الحبر الذي قد علا فخرا

حوى العلم والدين القويم وراثة ... فاصبح ذلك العصر أطيبهم ذكرا

فقيه تناهى في العلوم فحسبه ... بكل فقيه ماهر فطن ازرى

به «ورقلا» تزهو جمالا وبهجة ... به اشرقت نورا به ابتسمت فخرا

وهذه القصيدة نظمها في العام الثاني من رحلة ابنه إلى الشيخ أبي سهل إذ قال في طالعها:

مضت سنة واستقبلت بعدها أخرى ... فيا ليت شعري ما تجيء به البشرى

وكان والده في طليعة الشيوخ الذين أخذ عنهم.

وفي سنة ٦٣٣/ ١٢٣٥ واصل الدراسة بتوزر، وأقام مدة بجربة حيث اشتهر بين العزّابة فيها بمعرفته الواسعة في الأدب واللغة والسير والفقه، واختاره عزابة الجزيرة لتأليف «طبقات المشايخ» حسب «رواية الجواهر المنتقاة» للبرّادي (٢).


(١) طبقات المشايخ ١/ ١٨٠.
(٢) ص ١١ (القاهرة ١٣٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>