بالعالم الجليل الذي فاق نظمه الرائق سيبويه والخليل، فرد الزمان، وواحد الاقران، العالم الراوية، ذي التآليف العجيبة، والتقاليد الغريبة شيخنا أبي الحسن علي بن عبد الواحد الأنصاري».
ولعله باشر التدريس واقرأ «الشفا» للقاضي عياض. قال في تأليفه الأدبي السابق الذكر إذ تكلم على ما امتحن به القاضي «وقد تعرضنا لذلك في تخلص ذوي المودة والصفا بختم أواخر الشفا».
وكان ولي قضاء سوسة، ثم نقل إلى قضاء القيروان، كما ذكر ذلك في تأليفه الأدبي المار ذكره، وأنه كان قاضيا بالقيروان على عهد مراد باي ابن الأمير حمودة باشا، ويؤخذ من تأليفه هذا أنه سكن تونس قال فيه:
«وقد كنت اجتمعت مع الصاحب الجليل، أخي كل صديق وخليل، فخر الزمان، ورئيس الأقران، الشيخ الكبير أبي الحسن علي ثابت - رحمه الله - بدار القاضي فضل الله أفندي قاضي الحضرة العلية قبل سكناي بها».
قال الأستاذ الشيخ محمد شمام «والذي نستفيده مما وصل إلينا من مؤلفاته ومما وقفنا عليه من نظمه ونثره أنه كان ضعيفا في العربية وصناعة الإعراب (١) ويبعد غاية البعد أن يكون كل ما وقع في مؤلفاته من اللحن الكثير تحريف الناسخين».وقد أثنى على بلاغة شعره وذيوع صيته الأدبي الشيخ محمد بن محمد المؤدب الشرفي الصفاقسي، وهو شاعر يتذوق الشعر الجديد فمدحه بعشرة أبيات طالعها:
وقائلة أرى الأيام ولت ... وأعقب حسن بهجتها الذبول
وهي موجودة في ديوانه ص ٥٥ وفي نزهة الأنظار لمقديش ٢/ ١٧٨.
وقال فيه قصيدة ثانية في ٢١ بيتا:
يا سميري بليلتي ونهاري ... ونديمي بقهوتي وخماري
(١) الظاهر أن هذا الكتاب (المؤنس) أصلح عربيته مصحح المطبعة التونسية لما طبع هناك لأن النسخ الخطية التي وقعت بأيدينا كثيرة اللحن ومنها النسخة التي بالجامع تحت عدد ٤٩٦٠٦ ولعلها التي طبع عليها بالطبعة الأولى (من مقدمة الطبعة الثالثة للشيخ الأستاذ محمد الشمام).