رياض الجريد من رياض الجنه ... ومنها سرق الشعر وحيه وفنه
ورفضته الاذاعة حسب اشارة المكلف بفحص الأغاني، وهو رجل احتكر ميدان الأغنية الشعبية في ذلك الوقت، ولا يريد أن يزاحمه فيها أحد، ودأب على رفض ما يكلف بفحصه، وإذا كان هذا السيد يتصرف حسب هواه فالمدير المسئول أين شعوره بمسئوليته ومستواه الأدبي حتى يترك هذا السيد يفعل ما يمليه عليه هواه؟ .
حدث له جرح بابهام رجله اليمنى، وتشرب الماء وتقيّح، وانتفخت رجله فعاقته عن المشي فلازم الفراش بداره إلى أن نقله شقيقه الأستاذ ابراهيم الى مستشفى الهادي شاكر، ثم نقل إلى مصحة البستان للدكتور محمد الصالح قطاط، وبتر إبهام رجله وتبين أنه مصاب بسوسة في العظم وبمرض السكر والملح في الدم، وفي أثناء إقامته بمصحة البستان أصيب بنزلة صدرية قوية.
توفي في حدود الساعة التاسعة ليلا من يوم الثلاثاء في ٢٩ رمضان ١٠/ ١٣٨٦ جانفي ١٩٦٧ بعد ساعات من نقله الى منزل شقيقه الأستاذ إبراهيم، ومن الغد صلي على جثمانه على مقربة من سيدي الفرياني ونقل اثر ذلك إلى مسقط رأسه توزر حيث دفن هناك.
وبكته الأوساط الأدبية والفنية. وكان لموته المفاجئ صدى أسف وحزن بالغين ممزوجين بالحيرة والذهول لدى أصدقائه المقدرين لنبوغه وعبقريته في وقت كانوا يترقبون فيه بشوق بروز انتاجه القيم النفيس بعد أن تم الاتفاق المبدئي مع بعض دور النشر على طبع مؤلفاته.
كان طويل القامة مهيب الطلعة، كريما، شهما، أبي النفس لطيف المعشر، على سرعة انفعاله وصعوبة مراسه يميل إلى الفكاهة والنكتة، بارا بوعوده، صادقا في أقواله يكره التلون والكذب.