للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ويرى أنه ولد بالقيروان في منتصف القرن الرابع للهجرة حوالي الوقت الذي انتقل فيه الفاطميون من افريقية إلى مصر (٣٦٢/ ٩٧٢) عقب تأسيس القاهرة المعزيّة (١).

ووظائف كاتب الأمير أسندت له القيام بمهمات تشريفاتية أكثر منها ديبلوماسية (٢) وسافر مع مخدوميه في حروبهم مع قبائل المغرب الأوسط أو بني عمهم الحمّاديين أمراء القلعة.

أرسله باديس بن المنصور سنة ٣٨٦/ ٩٩٦ ثم في سنة ٣٨٨/ ٩٩٨ إلى القاهرة لتهنئة الحاكم بأمر الله الفاطمي، مع هدية لتقديمها له، وأنشد الحاكم قصيدة طالعها:

إذا ما ابن شهر قد لبسنا شبابه ... بدا آخر من جانب الأفق يطلع

وهي طويلة ثم عاد إلى وطنه.

وخدمته للأمراء الثلاثة جعلته نديما لهم ومقدرين فيه آداب السلوك وميله إلى حياة السرور، ولثقافته وصفات الأديب الماهر، سمي الكاتب النديم (٣).

وابن رشيق يثني على شعره مع قلته، ويرى أنه غلب عليه اسم الكتابة وعلم التاريخ، فقد قال عنه في الأنموذج: «هو شاعر، سهل الكلام محكمه، لطيف الطبع قويه، تلوح الكتابة على ألفاظه قليل صنعة الشعر، غلب عليه اسم الكتابة وعلم التاريخ وتأليف الأخبار، وهو بذلك أحذق الناس».

وقال ابن خلدون في أوائل «المقدمة» مثنيا على موهبته التاريخية ومهارته فيها: «ابن الرقيق مؤرخ افريقية والدول التي كانت بالقيروان، ولم يأت من بعده إلا مقلد».


(١) الترجمة المنقولة من كتاب «العمر» ص ١١.
(٢) الشاذلي بو يحيى، مرجع سبق ذكره، ص ١٣٩.
(٣) المرجع السالف نفس الص.

<<  <  ج: ص:  >  >>