رجوعه سمي كاتبا بالمجلس المختلط العقاري الذي أنشئ حديثا، وبعد قليل سمي منشئا بالوزارة الكبرى في أوت ١٨٨٧، وفي ١٣ صفر ١٣٠٧/ ١٤ أكتوبر ١٨٨٩ سمي حاكما نائبا بالمجلس المختلط العقاري.
وعن اتفاق النخبة مع سلط الحماية أنشئت في سنة ١٣٠٥/ ١٨٨٨ - ٨٩ جريدة «الحاضرة» وهي مستقلة ظاهريا لكنها في الواقع راضية بالتراتيب السياسية في البلاد، وكان المترجم من أهم معاونيها وحرر افتتاحياتها غالبا.
ولما كان متعطشا للمعرفة محبا للرحلة سافر إلى باريس لزيارة معرضها العالمي، وكان سفره يوم الجمعة في ٨ ذي القعدة ١٣٠٦/ ٤ جويلية ١٨٨٩ ورجع إلى تونس في غرة أوت الموالي. وعن هذه الرحلة وانطباعاته دوّن كتابه «الاستطلاعات الباريزية» الذي ربما ألّف في نفس السنة، وأبان عن إعجابه بالحضارة الحديثة التي كان له وقت فراغ للتأمل في مظاهرها المختلفة، كما أبان عن رضا بالسياسة الفرنسية، ومما لا مجال لنكرانه أنه كان متوظفا نشيطا في حكومة الحماية شارحا في بعض الأحيان ومبررا للاجراءات التي تتخذها، ففي هذه السنة آخر ١٣٠٥/ ١٨٨٩ أيد في افتتاحية «الحاضرة» المنع من الحج بسبب وباء جارف في الشرق الأدنى (وأشار إلى المسألة في الاستطلاعات الباريزية ص ٥).
وبعد زمن قليل شرح القانون العقاري الجديد في «مطلع الدراري في توجيه النظر الشرعي على القانون العقاري» والنظرة التي بسطها في هذا الكتاب هي توافق هذا التشريع مع الفقه الاسلامي مما أثار انتقادات عديدة في الأوساط الدينية التونسية.
وفي السنوات الأخيرة من حياته أصابه مرض عضال لم يترك له فترات استراحة قصيرة إلى أن أودى بحياته في ٢٤ رجب ١٣١٨/ ١٧ نوفمبر ١٩٠٠.