يوم العروبة هذا عيدك الثاني ... يفتر عن أمل بالشعر اغراني
نشرتها الصحف التونسية وجريدة «البصائر الجزائرية.
وهو في دروسه يميل إلى التنكيت، ويحسن تقليد الأصوات، مع إشارات وحركات تضفي مسحة تمثيلية على الدرس، وتطرد شبح السآمة، مع اطلاع حتى على الطبوع الموسيقية، وفصاحة لسان وحسن توجيه وارشاد مما جعل درسه محببا لا يمل، وكان بعض التلاميذ يتضايقون من تنكيته لكنهم سرعان ما يتراجعون لتبين سلامة القصد، وفي ذات مرة اتهمه أحدهم بالتحيز والمحاباة فقال له: يا ولدي لا تتهمني بهذه التهمة لأني أوذيت في سبيل مقاومتها، وأنا إلى الآن متمسك بمبدئي لا أتحول ولا ألين، فقد طلب مني ذات مرة أن يجلس بجانبي تلميذان (من عائلة ارستقراطية علمية بتونس) لئلا يختلطا ببقية التلاميذ فقلت للطالب: يجلسان حيث ينتهي بهما المجلس لا أقيم للفوارق الطبقية وزنا، فكان جزائي أن أوقفت عن التدريس ثلاثة أشهر بدون مرتب».
وكان له آراء أدبية سديدة، وذوق رفيع، واطلاع على الاتجاهات الادبية في مختلف العصور، ومعرفة واسعة بتراجم اعلام هذه الاتجاهات، وهو شاعر مجيد، على شعره مسحة من التشاؤم العلائي، وفيه روح تقدمية وثورة جامحة على أوضاع مجتمع عصره، ونشرت له جريدة «النهضة» في صفحتها الادبية قطعا شعرية من ديوانه تحت عنوان (الديوان المقبور) فانذرت من حكومة الحماية الا تتمادى على هذا النشر، وترجمت مجلة «الحياة» الفرنسية طائفة من قصائده «وأذكر أنه أكد لي في إحدى جلساتنا الادبية أن هذه العناية المذكورة لم تكن إلا إغراء وتحريشا (وقفات ونبضات ص ١٠٣).
أصيب بمرض السكر في السنوات الأخيرة من حياته، وسافر مرة إلى بلدة عين دراهم صحبة جماعة من زملائه ابناء بلدة القيروان منهم الامجد قدية، وعبد الرحمن خليف، وانقلبت السيارة لسقوطها من مكان مرتفع