رأسه القيروان وباشر خطة أستاذ بالتعليم الثانوي، وبعد ذلك ارتحل إلى الجزائر، وباشر مهمة التعليم بالجزائر (العاصمة) حيث وافاه الأجل المحتوم في أحد المستشفيات في جوان ١٩٦٦.
وهكذا انطفأت شعلة من الذكاء الوقاد والإنتاج الأدبي المثمر، وفي مدة إقامته بالقاهرة انعقدت رابطة وثيقة بينه وبين المفكر والكاتب الإسلامي الشهيد سيد قطب الذي عاش في منزله مع أسرته الكريمة حوالى خمسة أشهر، وقد سجل بقلمه هذه الصلة، وما كان لشخص سيد قطب من تأثير على مجرى حياته « ... وربطتني بشخصه النبيل (سيد قطب) علاقة أبوية روحية حميمة .. كما كان سلوكه الرفيع الذي أتيحت لي مشاهدته رأي العين، ولبعض التجارب التي مرّ بها، والمواقف التي اتخذها حيال التجارب، وإنتاجه الفكري والفني على العموم، أكبر تأثير على مجرى حياتي ومواقفي وأفكاري».نشر إنتاجه الأدبي في الخمسينات والستينات في الصحف التونسية والجزائرية والسعودية والمصرية واللبنانية ومنها مجلة «الآداب» البيروتية.
وكان في طليعة المجددين في الشعر العربي إلى جانب بدر شاكر السياب وعبد الوهاب البياتي بل لعله سبقهما حيث كتب أول قصائده الحرة في سنتي ١٩٥٣ - ٥٤.
وجدد في الشكل والمضمون فشحن شعره بالصور والمحافظة على الإيقاع، وفي شعره ثورة على الظلم وغضب على مظاهر البؤس والفقر والاستغلال والتخدير.
وتحدث عن معتقده فقال: «وأما عن معتقدي فأنا أؤمن بالإسلام الحق باعتباره أفضل عقيدة ومجتمع وحضارة الإنسان حيث كان كما أؤمن بضرورة أن تكون الحرية هي البعد الخامس للإنسان وأعني بذلك أن أبعاد المكان الثلاثة المندمجة مع بعد رابع وهو الزمان تظل في جميع الأحوال منافية لحياة الإنسان انّى يكون ما لم تتكامل مع بعد خامس هو الحرية فكان من