للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الجماعة سالم بو حاجب، والشاذلي بن القاضي، ومحمد بيرم، ومصطفى رضوان وغيرهم، ومن أقرانه الشيخ محمد بن يوسف، وعلي الشنوفي، وحمودة وعبد العزيز تاج، تخرج عليه غالب مشايخ جامع الزيتونة ورجال الدولة منهم محمد بن القاضي القاضي الحنفي، وإبراهيم المارغني المفتي المالكي وممن حضر دروسه في الأستانة الوزير الطاهر خير الدين وأمثاله.

أحرز على شهادة التطويع سنة ١٢٩٧/ ١٨٧٩ فبدأ بالتدريس في جامع الزيتونة متطوعا مستمرا على الحضور بدروس شيوخه إلى أن أتمّ قراءة الكتب التي شرع في دراستها عليهم. وكان قبل ذلك قد صدر له أمر في مباشرة الإشهاد بتاريخ ٢٩ ربيع الأنور فلم يشغله ذلك عن المثابرة في طلب العلم. وفي سنة ١٢٩٨/ ١٨٨٠ عين للنيابة عمن يعرض له عذر في التخلف عن التدريس من أساتذة المدرسة الصادقية فأظهر من الاستقامة في عمله ما أوجب تعيينه بالأصالة في سنة ١٣٠٩/ ١٨٩٠.وقد كان عين قبل ذلك شاهدا على أوقاف الديوان (المحكمة الشرعية العليا) في سنة ١٣٠٢/ ١٨٨٤، ثم اجتاز بنجاح مناظرة التدريس من الطبقة الثانية بجامع الزيتونة وذلك في نفس السنة. واختاره المستشرق مدير المعارف مشويل لإدارة المدرسة العصفورية التي أنشأها لتخريج المؤدبين (المعلمين) وصدر له أمر بذلك في ١٠ رجب سنة ١٣١٢/ ١٨٩٣ فأبان في إدارته عن كفاءة ومقدرة وفي السنة بعدها أحرز على الطبقة الأولى من التدريس بجامع الزيتونة. وهو في جميع وظائفه اعتناء زائد وكفاءة بحيث كان أكبر من الوظيف الذي يعهد إليه مما جعل الحكومة ترفعه إلى مقام أعلى. فصدر له الأمر بولاية القضاء الحنفي في غرة صفر سنة ١٣١٥/ ١٨٩٦ رغما عن كونه لم يتجاوز العامين في الطبقة الأولى بينما جرت العادة بالاختيار من قدماء المدرسين.

وسافر إلى الحج في أواخر شعبان سنة ١٣٢٤/ ١٩٠٥ بعد أن رخصت له الحكومة في التخلف عاما عن مباشرة وظيفته، وقصد الشام حيث عاقته عن الحج أمور عائلية بحتة، ومن هناك أرسل استقالته إلى تونس، وتوجه إلى الأستانة حيث نوى العزلة والانقطاع عن الدنيا وانتظار الأجل.

<<  <  ج: ص:  >  >>