للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بجزء من تاريخ ابن خلدون ومقدمته وبينت له عدم صحة استنباطه وطلب مني تحريرا وجيزا في الموضوع عن أسس المذهب الاسماعيلي واساليبه الدعائية مدعما بالمصادر ففعلت وأحلت على المصادر من كتب الفرق والتاريخ، وعلى ضوئه حور الفصل المتعلق بالعبيديين، كما أبديت له ملاحظات حول العصر الحفصي، وأن البحث يتطلب الاطلاع على إنتاج ذلك العصر حتى كتب الفتاوى وكتب شرح الحديث وكتب الفقه وكتب الرحلات، واعلمته بأني جردت ما يتعلق بالتاريخ التونسي من شرح الآبي على مسلم «اكمال اكمال العلم» وهو في سبع مجلدات وأن لدي مختصرا من رحلة العبدري علقته في اخريات عهد الطلب، وحرصت فيه على نقل كل ما يتعلق بالتونسيين والنازلين بتونس من الاندلسيين فتلهف للاطلاع عليهما فاعرتهما له، وقد أعاد تحرير العصر الحفصي على ضوء ما أمددته به، وفي كتابه «تاريخ المغرب العربي الكبير في سبعة قرون بين الازدهار والذبول» المطبوع احالات كثيرة على كتاب «اكمال اكمال المعلم» وطلب مني امداده بما لدي من كتب تاريخية حديثة لها صلة بتاريخ تونس فلبيت طلبه، وكنت استصحب الكتب معي من صفاقس إلى القلعة الصغرى، ويرجعها إلي بعد قضاء حاجته منها بحالة غير جيدة ولم تنقطع صلة الزيارة والمراسلة بعد نقلي إلى مسقط رأسي صفاقس، وكان يطلب مني مشافهة ومكاتبة بأن اعلمه بكل فائدة لها صلة بالتاريخ التونسي اثناء مطالعاتي، ولم أبخل عليه بتلبية مرغوبه، وترجمت قليلا من الفرنسية عن اواخر الدولة الحفصية، وخير الدين بربروس، وأعرت له خلاصة ما اقتبسته من كنش تونسي في شذرات عن الادب في العصر الحسيني، هذا عدا ما كان يطلب مني مكاتبة من ترجمة فلان وعلان.

وبعد صدور كتابه «المغرب العربي في سبعة قرون» ضنّ باهداء نسخة إلي، ولو كان الأمر مجرد صداقة لا أعتب عليه في عدم الاهداء، ولكن بعد اتعابي وامدادي له بالكثير مما لا يعلم صعقت وذهلت وبعد انتظار نحو ثلاثة أشهر كاتبته معاتبا وعاذلا فاعتذر بأن الطبعة سيئة (وهل لم

<<  <  ج: ص:  >  >>