مجموعا في المعنى رد الضمير إليه تارة على اللفظ وتارة على المعنى كقولهم: كل القوم ضربته وكل القوم ضربتهم. وقد جاء بهما التنزيل».
أبو حيان جعل من مراعاة اللفظ ثم المعنى قوله تعالى:
{ويل لكل أفاك أثيم يسمع آيات الله تتلى عليه ... أولئك لهم عذاب مهين} ٤٥: ٧ - ٩. البحر ٨: ٤٤.
وما أجازه ابن هشام في نحو: (كل رجل قائم وقائمون) لا يكون إلا على مراعاة لفظ (كل) ثم مراعاة معناها.
ابن مالك وأبو حبان والزركشي يرون أن مراعاة معنى (كل) أنما يكون بحسب ما تضاف إليه ولذلك جعل ابن هشام قوله تعالى:
{وكل شيء فعلوه في الزبر} {وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه} من مراعاة المعنى.
وفي اعتقادي أنه يتعذر أن يكون من مراعاة معنى (كل) بهذا الاعتبار قوله تعالى:
١ - ويل لكل أفاك أثيم يسمع آيات الله تتلى عليه ... أولئك لهم عذاب مهين [٤٥: ١٢ - ١١٤].
٢ - وما يكذب به إلا كل معتد أثيم إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ... [٨٣: ١٢ - ١٤].
٣ - تنزل على كل أفاك أثيم يلقون السمع وأكثرهم كاذبون [٢٦: ٢٢٢ - ٢٢٣].
فإن معنى (كل) على هذا الاعتبار الإفراد والتذكير وكذلك لفظها.
وما قاله الزركشي في البرهان ٤: ٣٢١ من قوله: «فإن الضمير لم يعد إلى (كل) بل على الأفاكين الدالة عليه {كل أفاك} هو كلام لا غناء فيه.
وورد أيضًا على مراعاة معنى (كل) بهذا الاعتبار قوله تعالى:
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute