وجاءت (كل) توكيدًا، ومعها لفظ (جميعًا) في قوله تعالى:
١ - ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا [١٠: ٩٩].
قال الأخفش: جاء بقوله (جميعا) بعد (كل) تأكيدًا، كقوله:{لا تتخذوا إلهين اثنين}.
واجتمع التوكيد بكل مع التوكيد بأجمعين في قوله تعالى:
١ - فسجد الملائكة كلهم أجمعون [١٥: ٣٠، ٣٨، ٧٣].
في النهر ٥: ٤٥٣: «بعضهم يزعم أن (أجمعين) يدل على اتحاد الوقت. والصحيح أن مدلوله مدلول (كلهم).
وفي التسهيل: ١٦٦: «ولا تعرض في (أجمعين) إلى اتحاد الوقت، بل هو ككل في إفادة العموم مطلقًا، خلافًا للفراء».
وفي الجمل ٢: ٥٣٧ حديث للمبرد عن إفادة (أجمعين) اتحاد الوقت.
من هذا يتبين لنا أن أكثر استعمال (كل) المضافة للضمير في القرآن إنما كان للتوكيد، وجعلت مبتدأ في آية واحدة، وقد صرح النحويون بذكل.
في التسهيل: ١٦٥ - ١٦٦: «ولا يلي العوامل شيء من ألفاظ التوكيد، وهو على حاله في التوكيد، إلا جميعًا، وعامة مطلقًا، و (كلا) و (كلا) و (كلتا) مع الابتداء بكثرة - ومع غيره بقلة».
وفي سيبويه ١: ٢٧٤: «وزعم الخليل أنه يستضعف أن يكون (كلهم) مبنيًا على اسم، أو غير اسم. ولكنه يكون مبتدأ، أو يكون (كلهم) صفة (يريد توكيدًا).
فقلت: ولم استضعفت أن يكون مبنيًا.
فقال: لأن مرضعه في الكلام أن يعم به غيره من الأسماء بعد ما يذكر، فيكون (كلهم) صفة، أو مبتدأ، فالمبتدأ قولك: إن قومك كلهم ذاهب، أو ذكر قوم فقلت: كلهم ذاهب، فالمبتدأ بمنزلة الوصف، لأنك إنما ابتدأت بعد ما ذكرت ولم تنبه على شيء فعممت به». انظر المقتضب ٣: ٣٨٠.