التمني. لأن قوله تعالى:{لو أن لنا كرة} تمن فينزل منزلة (ليت) وجوابه بالفاء منصوب والفاء فيه عاطفة وتقديره: لو أن لنا أن نكر فنتبرأ».
وفي العكبري ١: ٤١: «(فنتبرأ) منصوب بإضمار (أن) تقديره: لو أن لنا أن نرجع فأن نتبرأ. وجواب (لو) على هذا محذوف تقديره: لتبرأنا ونحو ذلك: وقيل: (لو) هنا تمن فنتبرأ منصوب على جواب التمني».
وفي البحر ١: ٤٧٤: «(لو) هنا للتمني. قيل: وليست التي لما كان سيقع لوقوع غيره ولذلك جاء جوابها بالفاء في قوله {فنتبرأ}.
كما جاء جواب (ليت) في قوله {يا ليتني كنت معهم فأفوز} وكما جاء في قول الشاعر:
فلو نبش المقابر عن كليب ... فيخبر بالذئاب أي زير
والصحيح أن (لو) هذه هي التي لما كان سيقع لوقوع غيره وأشرب معنى التمني ولذلك جاء بعد هذا البيت جوابها وهو قوله:
بيوم الشعثمين لقر عينا ... وكيف لقاء من تحت القبور ...
وينبغي أن يستثنى من المواضع التي تنصب بإضمار (أن) بعد الجواب بالفاء وأنها إذا سقطت الفاء انجزم الفعل هذا الموضع. لأن النحويين إنما استثنوا جواب النفي فقط فينبغي أن يستثنى هذا الموضع أيضًا لأنه لم يسمع الجزم في الفعل الواقع جوابا للو التي أشربت معنى التمني إذا حذفت الفاء.
والسبب في ذلك أن كونها مشربة معنى التمني ليس أصلها، وإنما ذلك بالحمل على حرف التمني الذي هو (ليت) والجزم في جواب (ليت) بعد حذف الفاء إنما هو لتضمنها معنى الشرط أو دلالتها على كونه محذوفا بعدها على اختلاف القولين فصارت (لو) فرع فرع، فضعف ذلك فيها».
٢ - فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين ... [٢٦: ١٠٢].