للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المعنى: وإن أحسن إليك أعطوا السائل ولو جاء على فرس، ردوا السائل ولو بشق تمرة.

المعنى فيها: وإن. وتجيء (لو) هنا تنبيها على أن ما بعدها لم يكن يناسب ما قبلها لكنها جاءت لاستقصاء الأحوال التي يقع فيها الفعل ولتدل على أن المراد بذلك وجود الفعل في كل حال.

حتى في هذه الحال التي لا تناسب الفعل. ولذلك لا يجوز: أضرب زيدا ولو أساء ولا أعطوا السائل ولو كان محتاجا ولا ردوا السائل ولو بمائة دينار.

فإذا تقرر هذا فالواو في المثل التي ذكرناها عاطفة على حال مقدرة والجملة المعطوفة على الحال حال، وصح أن يقال فيها إنها للعطف من حيث ذلك العطف.

والمعنى - والله أعلم -: إنكار اتباع آبائهم في كل حال حتى في الحالة التي لا تناسب أن يتبعوا فيها. وهي تلبسهم بعدم العقل وعدم الهداية.

ولذلك لا يجوز حذف هذه الواو الداخلة على (لو) إذا كانت تنبيها على أن ما بعدها لم يكن يناسب ما قبلها.

وإن كانت الجملة الواقعة حالاً فيها ضمير يعود على ذي الحال، لأن مجيئها عارية من الواو يؤذن بتقييد الجملة السابقة بهذه الحال. فهو ينافي استغراق الأحوال حتى في هذه الحال فهما معنيان مختلفان والفرق ظاهر بين: أكرم زيدا لو جفاك، أي إن جفاك وبين: أكرم زيدا ولو جفاك».

٢ - قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعلمون شيئا ولا يهتدون ... [٥: ١٠٤].

٣ - لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا قالوا أولو كنا كارهين ... [٧: ٨٨].

في العكبري ١: ١٥٦: «و (لو) هنا بمعنى (إن) لأنه المستقبل ويجوز أن تكون على أصلها ويكون المعنى: إن كنا كارهين في هذه الحالة».

<<  <  ج: ص:  >  >>