للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(ما) المحتملة للمصدرية ولاسم الموصول

تكون (ما) محتملة لأن تكون حرفا مصدريا واسم موصول بمعنى الذي إذا أمكن أن تؤول بما بعدها بمصدر، وأن يحل محلها الذي، وهذا إنما يكون عند حذف العائد، أما إذا ذكر عائد يرجع إلى (ما) فتتعين (ما) لأن تكون اسم موصول عند الجمهور.

في القرآن آيات كثيرة جدا تصلح فيها (ما) للأمرين وقد أشار المعربون والمفسرون إلى كثير منها، وكان منهم الاقتصار على أحد الأمرين: اسم الموصول، أو المصدرية، وكان منهم ترجيح أحد الأمرين على الآخر، حتى إننا وجدنا من أبي حيان موقفين في آية واحدة مكررة، فقد رجح الموصولية في قوله تعالى: {فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون} [١٥: ٨٤].

فقال في البحر ٥: ٤٦٤: «الظاهر أنها بمعنى الذي، والضمير محذوف أي يكسبونه».

وجوز المصدرية والموصولة من غير ترجيح في قوله تعالى: {فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون} [٣٩: ٥٠]. البحر ٧: ٤٧٨، وفي قوله تعالى: {ولهم عذاب إليم بما كانوا يكذبون} [٢: ١٠]. البحر ١: ٦٠.

فموقف المعربين للقرآن والمفسرين إما الاقتصار على أحد الأمرين أو ترجيح أحدهما، وسأكتفي بعرض صورة لموقف أبي حيان في البحر المحيط:

١ - رجح أبو حيان أن تكون (ما) اسم موصول في قوله تعالى:

١ - {فينسخ الله ما يلقى الشيطان} [٢٢: ٥٢]. في البحر ٦: ٣٨٦: «الظاهر أنها بمعنى الذي وجوزوا أن تكون مصدرية».

٢ - {ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم} [٢: ٩٥].

<<  <  ج: ص:  >  >>