لوقوعها فيها وأنها لا تنفك عنها، فلذلك يتسع فيها ما لا يتسع في غيرها».
وفي الخصائص ٢: ٣٩٨: «والظرف مما يتسع الأمر فيه ولا تضيق ساحة التعذر له».
وقال الرضي ١: ١٠٠: «وإنما جاز تقديم الخبر ظرفًا لتوسعهم في الظروف مالا يتوسع في غيرها، لأن كل شيء من المحدثات فلا بد أن يكون في زمان أو مكان، فصارت مع كل شيء كقريبه، ولم تكن أجنبية منه، فدخلت حيث لا يدخل غيرها كالمحارم يدخلون حيث لا يدخل الأجنبي، وأجرى الجار مجراه لمناسبة بينهما، إذ كل ظرف في التقدير جار ومجرور، والجار محتاج إلى الفعل أو معناه كاحتياج الظرف».
وجعل العكبري الفصل بالجار والمجرور بين حرف العطف والمعطوف كلا فصلل قال في قوله تعالى:
{وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا}[٦: ٢٥].
(وقرأ) معطوف على (أكنة)، ولا يعد الفصل بين حرف العطف والمعطوف بالظرف فصلا، لأن الظرف أحد المفاعيل، فيجوز تقديمه وتأخيره. العكبري ١: ١٣٤.
الظرف يقنع برائحة الفعل، ولذلك أجازوا أن يتعلق الظرف أو الجار والمجرور بالعلم، كما في قوله تعالى:
١ - وهو الله في السموات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم [٦: ٣].
في الكشاف ٢: ٣: «(في السموات) متعلق بمعنى اسم الله، كأنه قيل: وهو المعبود فيها».
وفي البحر ٤: ٧٢: «الأولى أن يعمل في المجرور ما تضمنه لفظ (الله) من معنى الألوهية، وإن كان لفظ (الله) علمًا؛ لأن الظرف والمجرور قد يعمل فيهما العلم بما تضمنه من المعنى؛ كما قال: