١٠ - في آيات كثيرة يحتمل الاستثناء فيها التمام والتفريغ.
١١ - يرى النحويون أن الاستثناء المفرغ لا يأتي بعد الإيجاب، وإنما يشترط أن يتقدمه نفي أو شبه، وعللوا ذلك بأن وقوع المفرغ بعد الإيجاب يتضمن المحال أو الكذب، وحمل بعضهم الفعل (يأبى) على أن يتضمن نفيا، لأنه بمعنى لا يريد.
١٢ - انفراد ابن الحاجب بالقول بجواز مجيء الاستثناء المفرع بعد الإيجاب، وذلك في الفضلات بشرط الإفادة، ومثل بقوله: قرأت إلا يوم كذا، وبين وجه الإفادة بقوله في شرح كافيته:«لأنه لا يجوز أن يقرأ الأيام كلها إلا يوما، بخلاف: ضربني إلا زيد، فإنه لا يستقيم أن يضربه كل أحد، ويستثنى زيدا».
وبين الإفادة العصام بقوله: في مقام بان أيام أسبوعك، أو شهرك، أو سنتك أحصيت آيات الاستثناء في القرآن الكريم، وكان من ثمرة هذا الاستقراء أن وجدت ثلاث عشرة آية جاء فيها الاستثناء المفرغ بعد الإيجاب، وبعض هذه الآيات جاء مؤكدا مما يبعد تأويل هذا الإثبات بنفي: كقوله تعالى:
١ - {وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين}[٢: ٤٥].
٢ - {وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله}[٢: ١٤٣].
٣ - {لتأتنني به إلا أن يحاط بكم}[١٢: ٦٦].
فهذا الإثبات المؤكد بإن واللام، أو بالقسم ونون التوكيد مما لا يسوغ حمله على النفي، فإننا لو سلكنا هذا الطريق، وسوغنا هذا التأويل ما وجدنا في لغة العرب إثباتا يستعصى على تأويله بالنفي، ولذلك لا استسيغ تأويل ابن هشام في المغني، والزركشي في البرهان تأويلهما قوله تعالى:{وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين} بأنها لا تسهل وتأويل الزمخشري قوله تعالى: {لتأتنني به إلا أن يحاط بكم}. بقوله: لا تمتنعون من الإتيان به.
وخير ما يرد به مثل هذا التأويل ما ذكره أبو حيان ي الرد على من أول (توليتم) بلم يفوا، قال في البحر:[١: ٢٨٧]:
«فليس بشيء، لأن كل موجب إذا أخذت في نفي نقيضه أو ضده كان كذلك