للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فحذف عين الكلمة وهذا الحذف شذوذ. إذ لم يرد إلا في ألفاظ يسيرة وحكى غير سيبويه أنها لغة سليم وأنها تطرد في عين كل فعل مضاعف اتصل بناء الضمير أو نونه».

٢ - فلما تغشاها حملت حملا خفيفا فمرت به [٧: ١٨٩].

وفي المحتسب ١: ٢٠٩: «ومن ذلك قراءة ابن يعمر {فمرت به} خفيفة.

قال أبو الفتح: أصله {فمرت به} مثقلة كقراءة الجماعة غير أنهم قد حذفوا نحو هذا تخفيفا لثقل التضعيف. وحكى ابن الأعرابي فيما رويناه عنه فيما أحسب: ظنت زيدا يفعل كذا ومنه قوله تعالى {وقرن في بيوتكن} فيمن أخذه من القرار لا من الوقار. وهذا الحذف في المكسور أسوغ لأنه اجتمع فيه مع التضعيف الكسرة وكلاهما مكروه وهو قوله تعالى {ظلت عليه عاكفا} أي: ظللت.

وقالوا مست يده أي مستها. وقال أبو زبيد:

خلا أن العتاق من المطايا ... أحسن به فهن إليه شوس

أراد (أحسن) وهذا وإن كان مفتوحا فإنه قد حمل الهمزة الزائدة فازداد ثقلا.

وفي البحر ٤: ٤٣٩: «قرأ ابن عباس فيما ذكر النقاش وأبو العالية ويحيى بن يعمر وأيوب: (فمرت) خفيفة الراء من المرية أي فشكت فيما أصابها: أهو حمل أم مرض. وقيل معناه: استمرت به، لكنهم كرهوا التضعيف فخخفوه».

٣ - وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفا [٢٠: ٩٧].

في سيبويه ٢: ٤٠٠: «باب ما شذ من المضاعف فشبه باب أقمت وليس بمتلئب. وذلك قوهم أحست، يريدون: أحسست وأحسن يريدون أحسسن ...

ومثل ذلك قولهم: ظلت ومست حذفوا وألقوا الحركة على الفاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>