للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ - فليس له اليوم هاهنا حميم. ولا طعام إلا من غسلين [٦٩: ٣٥ - ٣٦]

(له) خبر (ليس) وقال المهدوي: ولا يصح أن يكون (هاهنا) ولم يبين ما المانع من ذلك؟ وتبعه القرطبي وقال: لأن المعنى يصير: ليس هاهنا طعام إلا من غسلين، ولا يصح، لأن ثم طعامًا غيره.

و (هاهنا) متعلق بما في (له) من معنى الفعل. وإذا كان ثم غيره من الطعام وكان الأكل غير أكل آخر صح الحصر بالنسبة إلى اختلاف الأكلين.

وأما إن كان الضريع هو الغسلين فلا تناقص، لأن المحصور في الآيتين شيء واحد.

وإنما يمتنع ذلك من وجه غير ما ذكره، وهو إنه إذا جعلنا الخبر (هاهنا) كان (له) واليوم متعلقين بما تعلق به الخبر، وهو العامل في هاهنا، وهو عامل معنوي، فلا يتقدم معموله عليه، فلو كان العامل لفظيصا جاز، كقوله تعالى: {ولم يكن له كفوا أحد} فله متعلق بكفوا، وهو خبر يكن. البحر ٨: ٣٢٦ - ٣٢٧.

وفي العكبري ٢: ١٤١: «خبر ليس هاهنا أوله، وأيهما كان الخبر فالآخر إما حال من حميم أو معمول الخبر، ولا يكون (اليوم) خبرًا، لأنه زمان، والاسم جثة». الجمل ٤: ٣٩٣ - ٣٩٤.

٣ - ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله [٣: ١١٣]

سواء خبر (ليس) والجملة بعده اسمية مستأنفة بيان لانتفاء التسوية.

وذهب أبو عبيدة إلى أن الواو علامة جمع لا ضمير، كقوله:

يلومونني في اشتراء النخيل قومي فكلهم ألوم

واسم (ليس) أمة قائمة وأمة كافرة، فحذف للمعطوف، وما قاله أبو عبيدة هو على لغة أكلوني البراغيث، وهي لغة رديئة، والعرب على خلافها، فلا يحمل عليها، مع ما فيه من مخالفة الظاهر وقد نازع السهيلي النحويين في قولهم: إنها لغة ضعيفة، وكثيرًا ما جاءت في الحديث، والإعراب الأول هو الظاهر. البحر ٣، ٣٤، العكبري ١: ٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>