وفي الكشاف ٣: ١٠٢: «أبدل {الذين ظلموا} من واو {وأسروا} أو جاء على غلة من قال: (أكلوني البراغيث) أو هو منصوب المحل على الذم أو هو مبتدأ خبره {وأسروا} قدم عليه».
جوزوا في إعراب {الذين ظلموا} وجوها: الرفع والنصب والجر فالرفع على البدل من ضمير {وأسروا} قاله المبرد، وعزاه ابن عطية لسيبويه أو فاعل والواو علامة للجمع على غلة أكلوكم البراغيث، قاله أبو عبيدة والأخفش، وقيل: هي لغة شاذة، والصحيح أنها لغة حسنة، وهي لغة أزد شنوءة، وخرج عليها قوله:{ثم عموا وصموا كثير منهم}. . . أو على الذين مبتدأ وأسروا الخبر، قاله الكسائي، أو على أنه فاعل بفعل قول محذوف أي يقول الذين ظلموا وقيل التقدير: أمرها الذين ظلموا، والنصب على الذم قاله الزجاج أو على إضمار أعني. والجر على أن يكون نعتًا للناس أو بدلاً في قوله {اقترب للناس} قاله الفراء وهو أبعد الأقوال. المغني ٤٠٥، البحر ٦: ٢٩٦ - ٢٩٧، العكبري ٢: ٦٨.
٢ - قد ألفح المؤمنون [٢٣: ١]
قال عيسى بن عمر: سمعت طلحة بن مصرف يقرأ (قد أفلحوا المؤمنون) فقلت له: أتلحن؟ قال: نعم كما لحن أصحابي، يعني أن مرجوعه في القراءة إلى ما روى. ليس بلحن، لأنه على لغة أكلوني البراغيث، وقال ابن عطية: وهي قراءة مردودة. البحر ٦: ٣٩٥، ابن خالويه ٦٧.
٣ - لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا [١٩: ٨٧]
الواو في {لا يملكون} إن جعل ضميرا فهو للعباد. . . ويجوز أن تكون علامة للجمع كالتي في أكلوني البراغيث والفاعل {من اتخذ} لأنه في معنى الجمع. الكشاف ٣: ٤٣.
ولا ينبغي حمل القرآن على هذه اللغة القليلة، مع وضوح جعل الواو ضميرًا، وذكر الأستاذ أبو الحسن بن عصفور أنها لغة ضعيفة، وأيضًا فالواو والألف والنون التي تكون علامات، لا ضمائر لا يحفظ ما يجيء بعدها فاعلاً إلا بصريح الجمع.