للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التعدية بالباء

١ - وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم [٢: ٢٠٦]

أخذته بكذا: حملته عليه وألزمته، فالباء على هذا للتعدية؛ والتعدية بالباء بابها الفعل اللازم، وندرت التعدية بالباء في الفعل المتعدي، نحو: صككت الحجر بالحجر، بمعنى: جعلت أحدهما يصك الآخر.

وتحتمل أن تكون الباء للمصاحبة، أي أخذته مصحوبا بالإثم، فالجار والمجرور حال من الفاعل أو المفعول.

وتحتمل أن تكون سببية.

البحر ٢: ١١٧.

٢ - ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض [٢: ٢٥١]

الباء في {ببعض} متعلقة بالمصدر؛ وهي للتعدية مفعول ثان للمصدر، لأن دفع يتعدى إلى واحد، ثم عدى إلى ثان بالباء، وأصل التعدية بالباء أن يكون ذلك في الفعل اللازم نحو: {لذهب بسمعهم} فإذا كان متعديا فقياسه أن يتعدى بالهمزة، تقول: طعم زيدا اللحم، ثم تقول: أطعمت زيدا اللحم، ولا يجوز أن تقول: طعمت زيدا باللحم، وإنما جاء ذلك قليلا بحيث إنه لا ينقاس، أي جعله يصكه؛ ويجوز أن تكون الباء في {ببعض} للآلة؛ فلا يكون المجرور بها مفعولاً به في المعنى، بل الذي يكون مفعولاً به هو المنصوب ... وعلى أن الباء للآلة يصح نسبة الفعل إليها على سبيل المجاز؛ كما أنك تقول في كتبت بالقلم: كتبت القلم.

البحر ٢: ٢٧٠.

٣ - ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن [٤: ١٩]

<<  <  ج: ص:  >  >>