أليس ورائي إن تراخت منيتي ... لزوم العصا تحتي عليها الأصابع
وقال سوار بن المضرب السعدي:
أيرجو بنو مروان سمعي وطاعتي ... وقومي تميم والغلاة ورائيا
وقال آخر:
أليس ورائي أن أدب على العصا ... فتأمن أعداء ويسأمني أهلي
وقال ابن عطية: وقوله (وراءهم) هو عندي على بابه، وذلك أن هذه الألفاظ إنما تجيء ويراعى بها الزمن، والذي يأتي بعد هو الوراء، وهو ما خلف، بخلاف ما يظهر بادئ الرأي. وتأمل هذه الألفاظ في مواضعها حيث وردت تجدها تطرد. فهذه الآية معناها: أن هؤلاء وعملهم وسعيهم يأتي بعده في الزمن غصب هذا الملك، ومن قرأ (أمامهم) أراد في المكان، أي إنهم كانوا يسيرون إلى بلده.
وقال الفراء: لا يجوز أن يقال للرجل بين يديك هو وراءك، وإنما يجوز ذلك في المواقيت من الأيام والليالي والدهر، تقول: وراءك برد شديد، وبين يديك برد شديد، جاز الوجهان لأن البرد إذا لحقك صار من ورائك، وكأنك إذا بلغته صار بين يديك، قال إنما جاز هذا في اللغة لأن ما بين يديك وما قدامك إذا توارى عنك فقد صار وراءك.
وقال أبو علي: إنما جاز استعمال وراء بمعنى أمام على الاتساع لأنها جهة مقابلة لجهة، فكأن كل واحدة من الجهتين وراء الأخرى، إذا لم يرد معنى المواجهة، ويجوز ذلك في الأجرام التي لا وجه لها مثل حجرتين متقابلتين، كل واحد منهما وراء الآخر، وأكثر أهل اللغة على أن وراء من الأضداد.
البحر ٧: ١٥٤، معاني القرآن للفراء ٢: ١٥٧.
٦ - فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون [٢٣: ٧]
وراء: مفعول ابتغى، أي خلاف ذلك، وقيل: لا يكون وراء هنا إلا على حذف تقديره: ما وراء ذلك. البحر ٦: ٣٩٧.