بالأجنبي، لأن ليحاجوكم متعلق بقوله (أتحدثونهم)، وعند ربكم متعلق بما فتح الله عليكم، فتكون قد فصلت بين قوله (عند ربكم) وبين العامل فيه الذي هو (فتح الله عليكم) بقوله (ليحاجوكم) وهو أجنبي منهما، إذ هو متعلق بقوله (أتحدثونهم) على الأظهر، ويبعد أن يجيء هذا التركيب هكذا في فصيح الكلام، فكيف تجيء في كلام الله الذي هو أفصح الكلام. البحر ١: ٢٧٤.
٢ - كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. أياما معدودات [٢: ١٨٣ - ١٨٤]
نصب أياما على تقدير فعل، أي صوموا، وقيل: بالصيام، وهو خطأ لأن معمول المصدر من صلته، وقد فصل بينهما بأجنبي، وأجازوا أيضًا انتصاب أياما على الظرف، والعامل فيه كتب وأن يكون مفعولاً على السعة وكلا القولين خطأ، أما النصب على الظرف فإنه محل للفعل، والكتابة ليست واقعة في الأيام لكن متعلقها هو الواقع في الأيام.
وأما النصب على الاتساع فإن ذلك مبني على جواز وقوعه ظرفا لكتب.
البحر ٢: ٣١.
٣ - يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا [٣: ٣٠]
في معاني القرآن ١: ٣٩٩: «ونصب (يوم تجد) بقوله (ويحذركم الله نفسه) كأنه قال ويحذركم الله نفسه في ذلك اليوم، ويجوز أن يكون نصب على قوله. (وإلى الله المصير) يوم تجد والقول الأول أجود».
وانظر البحر ٢: ٤٢٦ - ٤٢٧.
٤ - وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان [٨: ٤١]
يوم الفرقان: ظرف لقول (وما أنزلنا) وقال الزجاج: يحتمل أن ينتصب بغنمتم. قال ابن عطية: وهذا تأويل حسن في المعنى، ويعترض فيه الفصل بين الظرف وما تعلق به بهذه الجمل الكثيرة من الكلام.