قال ابن عطية: وكل هذه الفرق فرت من أن يكون العامل (لقادر) لأنه يظهر من ذلك تخصيص القدرة في ذلك اليوم وحده، وإذا تؤمل المعنى وما يقتضيه فصيح كلام العرب جاز أن يكون المعنى: لقادر، وذلك أنه قال (إنه على رجعه لقادر) على الإطلاق أولاً وآخرًا في كل وقت، ثم ذكر تعالى وخصص من الأوقات الوقت الأهم على الكفار، لأنه وقت الجزاء والوصول إلى العذاب ليجتمع الناس إلى حذره والخوف منه. البحر ٨: ٤٥٥ - ٤٥٦، العكبري ٢: ١٥٢.
وفي البيان ٢: ٥٠٧: لا يجوز أن يتعلق برجعه للفصل بين الصلة والموصول بخبر (إن) وفيما يتعلق به وجهان:
١ - بفعل محذوف أي يرجعه.
٢ - لقادر والأول أوجه لأن الله قادر في جميع الأوقات فأي فائدة في تعيين هذا الوقت.
ما بعد حرف العطف لا يتقدم عليه
وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس وأنزل الفرقان [٣: ٤]
هدى للناس: قيل: هو قيد في الكتاب والتوراة والإنجيل، والظاهر أنه قيد في التوراة والإنجيل، ولم يئن لأنه مصدر: وقيل هو قيد في الإنجيل وحده: وحذف من التوراة، وقيل تم الكلام عند قوله (من قبل) ثم استأنف فقال (هدى للناس) وأنزل الفرقان، فيكون الهدى للفرقان فحسب، ويكون على هذا الفرقان القرآن. وهذا لا يجوز، لأن (هدى) إذ ذاك يكون معمولاً لقوله (وأنزل الفرقان) هدى وما بعد حرف العطف لا يتقدم عليه ... وانتصابه على الحال، وقيل هو مفعول لأجله. البحر ٢: ٣٧٨.