فالتقدير فيه: بقلة الحبة الحمقاء .. فإذا كان جميع ما احتجوا به محمولاً على حذف المضاف إليه وإقامة صفته مقامه على ما بينا لم يكن لهم فيه حجة».
وقال الرضي ٢٦٥:١: «والمختلف في جواز إضافة أحدهما إلى الآخر الموصوف وصفته فالكوفيون جوزوا إضافة الموصوف إلى صفته وبالعكس، استشهاداً للأول بنحو، مسجد الجامع، وجانب الغربي، وللثاني بنحو: جرد قطيفة، وأخلاق أثياب، وقالوا: إن الإضافة فيه لتخفيف المضاف بحذف التنوين كما جرد قطيفة، أو بحذف اللام كمسجد؛ إذ أصلهما قطيفة جرد، والمسجد الجامع، وهذه الإضافة ليست كإضافة الصفة إلى معمولها عنهم؛ إذ ذاك لا تخصص ولا تعرف بخلاف هذه فإن الأول هاهنا هو الثاني من حيث المعنى؛ لأنهما موصوف وصفة، فتخصص الثاني وتعرفه يخصص الأول ويعرفه .. فعلى هذا تقول: هذا مسجد الجامع الطيب برفع الصفة.
والبصريون قالوا: لا يجوز إضافة الصفة إلى الموصوف، ولا العكس ..
فعند البصريين نحو: بقلة الحمقاء كسيف شجاع، أي المضاف إليه في الحقيقة هو موصوف هذا المجرور، لأنه حذف، وأقيم صفته مقامه، أي بقلة الحبة الحمقاء، وإنما نسبوها إلى الحمق لأنها تنبت في مجاري السيول ومواطئ الأقدام، ومسجد الوقت الجامع، وذلك الوقت يوم الجمعة ... وجانب المكان الغربي، وصلاة الساعة الأولى ..».
وقال الرضي ٢٨٢:٢: «والإضافة في نحو رجل صدق، ودائرة السوء للملابسة، وهم كثيراً ما يضيفون الموصوف إلى مصدر الصفة، نحو خبر السوء، أي الخبر السيئ، بمعنى رجل صدق: رجل صادق، أي جيد، فكأنك قلت: عندي رجل رجل صادق، فلما كان المراد من ذكر رجل الثاني صفته صار رجل مع صفته صفة للأول».
وقال أيضاً: «المراد بالصدق في مثل هذا المقام مطلق الجودة، لا الصدق في الحديث، وذلك لأن الصدق في الحديث مستحسن جيد عندهم، حتى صاروا يستعملونه في مطلق الجودة، فيقال: ثوب صدق دخل صادق الحموضة، كما أن