قال الأخفش: و (أن) عنده مفتوحة بتقدير العلم، أي أعلم أن الله وقال الشاعر:
ألا ويك المضرة لا تدوم ... ولا يبقى على البؤس النعيم
وذهب الكسائي وينس وأبو حاتم وغيرهم إلى أن أله (ويلك) فحذفت اللام والكاف في موضع جر بالإضافة. فعل المذهب الأول قيل: تكون الكاف خالية من معنى التشبيه، وعلى المذهب الثاني فالمعنى: أعجب لن الله، وعلى المذهب الثالث تكون (ويلك) كلمة تحزن، والمعنى أيضًا لأن الله.
وقال أبو زيد وفرقة معه:(ويكان) حرف واحد بجملته، وهو بمعنى: ألم ترو بمعنى (ألم تر) قال ابنعباس والكسائي وأبو عبيد».
وفي المحتسب ١٥٥:٢ - ١٥٦: «ومن ذلك قراءة يعقوب: (ويك) يقف عليها، ثم يبتدي فيقول:(أنه) وكذلك الحرف الآخر مثله.
قال أبو الفتح: في (ويكأنه) ثلاثة أقوال:
منهم من جعلها كلمة واحدة، فقال:(ويكأنه) فلم يقف على (وي). ويعقوب- على ما مضى- يقول: ويك، وهو مذهب أبي الحسن.
والوجه فيه عندنا قول الخليل وسيبويه، وهو أن (وي) على قياس مذهبهما اسم سمي به الفعل في الخبر، فكأنه اسم (أعجب) ثم ابتدأ فقال: (كأنه لا يفلح الكافرون) و (وي كأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده) فـ (كأن) هنا إخبار عار من معنى التشبيه. ومعناه: أن الله يبسط الرزق لمن يشاء. ومما جاءت فيه (كأن) عارية عن معنى التشبيه ما أنشدناه أبو علي:
كأني حين أمسي لا تكلمني ... متيم يشتهي ما ليس موجود
أي أنا حين أمسي متيم من حالي كذا .. وكذا.
ومن قال: إنها (ويك) فكأنه قال: أعجب لأنه لا يفلح الكافرون وأعجب لأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده، وهو قول أبي الحسن، وينبغي أن تكون الكاف هنا حرف خطاب لا أسمًا، بل هي بمنزلة الكاف في ذلك وأولئك ..