وقال الرضي ٦٨:٢: «ومما جاء متعديًا ولازمًا (هلم) بمعنى أقبل؛ فيتعدى بإلى قال تعالى:(هلم إلينا) وبمعنى أحضره نحو قوله تعالى: (هلم شهداءكم الذين) وهو عند الخليل هاء التنبيه ركب معها (لم) أمر من قولك: لم الله شعثه، أي جمع، أي أجمع نفسك إلينا في اللازم واجمع غيرك في المتعدى. ولما غير معناه عند التركيب لأنه صار بمعنى اقبل، أو أحضر بعد ما كان بمعنى أجمع صار كسائر أسماء الأفعال المنقولة عن أصولها، فلم يتصرف فيه أهل الحجاز مع أن أصله التصرف، ولم يقولوا فيه: المم كما هو القياس عندهم في أردد وأمدد، ولم يقولوا: هلم وهلم كما يجوز في مد، كل ذلك لنقل التركيب. قال تعالى:{هلم شهداءكم} ولم يقولوا: هلموا.
وقال الكوفيون: أصله (هلا أم): كلمة استعجال فغير إلى (هل) لتخفيف التركيب ونقل ضمة الهمزة إلى اللام وحذفت، كما هو القياس في (قد أفلح) إلا أنه ألزم هذا التخفيف هاهنا لثقل التركيب».
وفي معاني القرآن للزجاج ٣٣٣:٢ - ٣٣٤: «ومعنى (هلم شهداءكم): أي فهاتوا شهداءكم، وقربوا شهداءكم ومن العرب من يثني ويجمع ويؤنث» ..
وفتحت الميم لأنها مدغمة، كما فتحت في رد في الأمر لالتقاء الساكنين، ولا يجوز: هلم، إلينا للواحد بالضم، كما يجوز في رد الفتح والضم والكسر؛ لأنها لا تتصرف».
وانظر المشكل ٢٩٨:١
والبيان ٣٤٨:١، والكشاف ٧٧:٢ - ٧٨
وفي البحر ٢٣٥:٤: «والتزمت العرب فتح الميم في اللغة الحجازية، وإذا كان أمرًا للواحد المذكر في اللغة التميمية فلا يجوز فيها ما جاء في (رد). ومذهب البصريين أنها مركبة من (ها) التي للتنبيه ومن (الميم) ومذهب الفراء من (هل) و (أم) وتقول للمؤنثات: هلممن، وحكى الفراء: هلمين، وتكون متعدية بمعنى احضر، ولازمة بمعنى أقبل». وانظر البحر ٢٢٠:٧
ابن يعيش ٤١:٤ - ٤٣، الخصائص ١٦٨:١، ٣٦:٣ - ٣٧، أمالي الشجري ٧٨:٢، المخصص ٨٦:١٤ - ٨٩.