وفي التسهيل ٢١٣: «وعليك وعلى وعليه بمعنى الزم وأولني، وليلزم، ويقيس على هذه الكسائي وعلى قرقار الأخفش (وافق سيبويه على القياس على فعال».
في معاني القرآن للفراء ٣٢٢:١ - ٣٢٣: (عليكم أنفسكم) هذا أمر من الله عز وجل. والعرب تأمر من الصفات بعليك، وعندك، ودونك، وإليك، يريدون: تأخر، كما تقول: وراءك وراءك، فهذه الحروف كثيرة، وزعم الكسائي أنه سمع: بيكما البعير فخذاه، فأجاز ذلك في كل الصفات التي قد تفرد، ولم يجزه في اللام، ولا في الباء ولا في الكاف .. قال الفراء: وسمعت بعض بني سليم يقول في كلامه: كما أنتني ومكانكني، يريد: انتظرني في مكانك
ولا تقدر من ما نصبته هذه الحروب قبلها.
الصفات: يريد بها الظروف والجار المجرور.
وفي البحر ٣٦:٤ - ٣٧:(عليكم) من كلم الإغراء، وهو معدود في أسماء الأفعال، فإن أن الفعل متعديًا كان اسمه متعديًا، وإن كان لازمًا كان لازمًا. و (عليكم) اسم لقولك: الزم فهو متعد، فلذلك نصب المفعول به، والتقدير هنا: عليكم إصلاح أنفسكم، أو هداية أنفسكم. وإذا كان المغرى به مخاطبًا جاز أن يؤتى بالضمير منفصلاً، فتقول: عليك إياك، أو يؤتى بالنفس بدل الضمير، فتقول: عليك نفسك.
وحكى الزمخشري عن نافع أنه قرأ:(عليكم أنفسكم) بالرفع، وهي قراءة شاذة تخرج على وجهين:
أحدهما: أن يرفع على أنه مبتدأ و (عليكم) الخبر، والمعنى على الإغراء.
والوجه الثاني: أن يكون توكيدًا للضمير المستكن في (عليكم) ولم يؤكد بمضمر منفصل، إذ قد جاء ذلك قليلاً، ويكون مفعول (عليكم) محذوفًا والتقدير: هدايتكم».