للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في البحر ٢: ٦٨: «{حتى} هنا للغاية أو للتعليل. وإذا فسرت الفتنة بالكفر، والكفر لا يلزم زواله بالقتال فكيف غيا الأمر بالقتال بزواله؟

والجواب: أن ذلك على حكم الغالب والواقع ... أو يكون المعنى: وقاتلوهم قصدًا منكم إلى زوال الكفر، لأن الواجب في قتال الكفار أن يكون القصد زوال الكفر».

٨ - ولا تحلقوا رءوسكم حتى يبلغ الهدي محله [٢: ١٩٦].

هذا نهي عن حلق الرأس مغيا ببلوغ الهدى محله، ومفهومه: إذا بلغ الهدى محله فاحلقوا رءوسكم. البحر ٢: ٧٤.

٩ - وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله [٢: ٢١٤]

نصب {يقول} بأن مضمرة، و {حتى} غاية بمعنى (إلى أن) فجعل قول الرسول عليه السلام غاية لخوف أصحابه، وقال أبو حيان يجوز أن تكون حتى بمعنى (كي) وتبعه الدمامين.

وقرأ نافع برفع {يقول} على أن الفعل قد مضى وانقضى وأنه يخبر عن الحالة التي كان فيها الرسول فيما مضى. و {حتى} لا ينصب بعدها الفعل إلا إذا كان مستقبلاً، والمعنى في الرفع: وزلزلوا حتى قال الرسول: أو حتى كان من شأنه أن يقول، وإذا كان الفعل المضارع بمعنى الماضي أو الحال رفع بعد {حتى} لأنه يكون جملة و {حتى} لا تعمل في الجمل. البيان في غريب إعراب القرآن: ١: ١٥٠ - ١٥١.

قال ابن الحاجب: من رفع (يقول) فعلى أن الإخبار بوقوع شيئين: أحدهما الزلزال، والآخر القول، والخبر الأول على وجه الحقيقة، والثاني على حكاية الحال، والمراد مع ذلك الإعلام بأمر ثالث وهو تسبب القول عن الزلزال.

ومن نصب فعلى إرادة الإخبار بوقوع شيء واحد وهو الزلزال وبأن شيئًا آخر كان مترقبًا وقوعه عند حصول الزلزال، وهو القول، وليس فيه إخبار، بوقوع القول كما في قراءة الرفع، وإن كان الوقوع ثابتًا في نفس الأمر، ولكن ثبوته بدليل آخر، لا من هذه القراءة، وذلك الدليل هو قراءة الرفع ... الدماميني ١: ٢٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>