وفي البحر ٦: ٤٢٠ - ٤٢١: «قال الزمخشري (حتى) يتعلق بيصفون ... والآية بينهما على وجه الاعتراض، والتأكيد للإغضاء عنهم».
وقال ابن عطية:(حتى) في هذا الموضع حرف ابتداء، ويحتمل أن تكون غاية مجردة بتقدير كلام محذوف، والأول أبين لأن ما بعدها هو المعنى به المقصود ذكره. فتوهم ابن عطية أن (حتى) إذا كانت حرف ابتداء لا تكون غاية، وهي إذا كانت حرف ابتداء لا تفارقها الغاية، ولم يبين الكلام المحذوف المقدر ... والذي يظهر لي أن قبلها جملة محذوفة تكون (حتى) غاية لها يدل عليها ما قبلها، التقدير: فلا أكون كالكفار الذين تهمزهم الشياطين ويحضرونهم حتى إذا جاء أحدهم الموت، ونظير حذف هذه الجملة قول الشاعر:
فيا عجبا حتى كليب تسبني
أي سبني الناس حتى كليب، فدل ما بعد (حتى) على الجملة المحذوفة وفي الآية دل ما قبلها عليها.
٣٠ - والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئًا ... [٢٤: ٣٩].
٣١ - وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون حتى إذا أتوا على واد النمل قالت نملة ... [٢٧: ١٧ - ١٨].
في البحر ٧: ٦٠: «هذه غاية لشيء مقدر، أي وساروا حتى إذا أتوا أو يضمن يوزعون معنى فعل يقتضي أن تكون (حتى) غاية له، أي فهم يسيرون ممنوعا بعضهم من مفارقة بعض» أبو السعود ٤: ٢٦. الجمل ٣: ٣٠٥.
٣٢ - ويوم نحشر من كل أمة فوجا ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون حتى إذا جاءوا قال أكذبتهم بآياتي ولم تحيطوا بها علما [٢٧: ٨٣ - ٨٤].
٣٣ - ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم ... [٣٤: ٢٣].