عن المستثنى منه، ومقدما عليه، وبالجملة في جميع محاله، إلا أنه لا يدخل على الجملة كإلا؛ لتعذر الإضافة إليها».
وفي ابن يعيش ٢: ٨٨: «والفرق بين (غير) إذا كانت صفة وبينها إذا كانت استثناء أنها إذا كانت صفة لم توجب للاسم الذي وصفته بها شيئًا، ولم تنف عنه شيئًا؛ لأنه مذكور على سبيل التعريف، فإذا قلت: جاءني رجل غير زيد فقد وصفت بالمغايرة له، وعدم المماثلة، ولم تنف عن زيد المجيء وإنما هو بمنزلة قولك: جاءني رجل ليس بزيد.
وأما إذا كانت استثناء فإنه إذا كان قبلها إيجاب فما بعدها نفي، وإذا كان قبلها نفي فما بعدها إيجاب، لأنها هنا محمولة على (إلا)».
هل تتعرف (غير) بالإضافة
إلى معرفة؟
يرى الفراء أنها تتعرف بالإضافة إلى المعرفة. معاني القرآن ١: ٧.
ويبدو لي من كلام سيبويه أنه يرى تعريفها أيضًا، فقد جعلها صفة في قوله تعالى:
١ - لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر [٤: ٩٥].
٢ - صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم [١: ٧].
كتاب سيبويه ١: ٣٧٠.
والزمخشري يرى أن غيرا ونحوها، مما لا يتعرف بالإضافة إلى المعرفة إلا إذا وقع بين متضادين قال في المفصل ١: ٢٥٢.
«وكل اسم معرفة يتعرف به ما أضيف إليه إضافة معنوية إلا أسماء توغلت في إبهامها، فهي نكرات، وإن أضيفت إلى المعارف، وهي نحو: غير، ومثل، وشبه، ولذلك وصفت بها النكرات، ودخلت عليها رب ... اللهم إلا إذا شهر