في الكشاف ٣: ٢٩٥ - ٢٩٦:«فإن قلت: ما حكم الفاء إذا جاءت عاطفة في الصفات؟
قلت: إما أن تدل على ترتب معانيها في الوجود، كقوله:
يا لهف زيابة للحارث ... الصابح فالغانم فالآيب
كأنه قيل: الذي صبح فغنم فآب.
وأما على ترتبها في التفاوت من بعض الوجوه، كقولك: خذ الأفضل فالأكمل، وأعمل الأحسن فالأجمل.
وإما على ترتيب موصوفاتها في ذلك، كقوله: رحم الله المحلقين فالمقصرين، فعلى هذه القوانين الثلاثة ينساق أمر الفاء العاطفة في الصفات.
فإن قلت: فعلى أي هذه القوانين هي فيما أنت بصدده؟
قلت: إن وحدت الموصوف كانت للدلالة على ترتب الصفات في التفاضل وإن ثلثته فهي للدلالة على ترتيب الموصوفات فيه. بيان ذلك:
أنك إذا أجريت هذه الأوصاف على الملائكة، وجعلتهم جامعين لها فعطفها بالفاء يفيد ترتبا لها في الفضل: إما أن يكون الفضل للصف، ثم للزجر، ثم للتلاوة وإما على العكس، وكذلك إن أردت العلماء وقواد الغزو.
وإن أجريت الصفة الأولى على الطوائف، والثانية والثالثة على أخر فقد أفادت ترتب الموصفات في الفضل ...». البحر ٧: ٣٥١ - ٣٥٢.
وفي البرهان ٤: ٢٩٧: «تجيء الفاء لتفاوت ما بين رتبتين، كقوله {والصافات صفا فالزاجرات زجرا} تحتمل الفاء تفاوت رتبة الصف من