للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قولهم على الناس، ولا يُقبل قول الناس عليهم.

والخارج عن هؤلاء ـ وإن خفقت بنوده (١)، وكثرت جموعه، وسعى حتى ضُرب له الدرهم والدينار، وخُطب باسمه على رؤوس المنابر ـ لا تكون أموره إلَّا على المغالطة والمخالسة (٢)؛ لأنه كالخارج على الملك الذي دانت له الرعايا، ونفذ حكمه في البلاد. فالخارج (٣) عليه لا يزال خائفًا مستوحشًا يتخشَّى (٤) من أن يقابله الملك بقتالٍ أو يصافَّه (٥) بحربٍ، لأن في نفس الخارجي بقية من انخناس (٦) الباطل، والمَلِكُ ـ وإن قلَّت


(١) أي: أعلامه، جمع بَنْد، وهو العَلَم الكبير، فارسيٌّ مُعرَّب. «الصحاح» (٢/ ٤٥٠).
(٢) «ح»: «المجالسة» بالجيم، والمثبت من «درء التعارض». وهو الصواب، والمخالسة: استغفال الرقيب وانتهاز الفرصة للتغلب على الخصم.
(٣) «ح»: «فالخراج». والمثبت هو الصواب.
(٤) «ح»: «يتحش». والمثبت من «درء التعارض».
(٥) أي: يقابله، يقال: صفَّ الجيش يصفُّه صفًّا، وصافَّه فهو مُصافٌّ: إذا رتَّب صفوفه في مقابل صفوف العدو. «النهاية في غريب الحديث» (٣/ ٣٨).
(٦) «ح»: «الخناس». وفي «درء التعارض»: «انخساس». والانخناس: التأخر والتخلف، يريد الجبن وعدم الإقدام على القتال.