للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولا مثل، ولا نظير. اللهم إلَّا في باب الذمِّ والعيب، أي: قد سُلب صفات الكمال كلها؛ بحيث صار لا شبهَ له في النقص. هذا الذي عليه فِطَرُ الناس وعقولُهم واستعمالهم في المدح والذم، كما قال شاعر القوم (١):

لَيْسَ كَمِثْلِ الْفَتَى زُهَيْرٍ ... خَلْقٌ يُسَاوِيهِ فِي الْفَضَائِلْ

وقال الآخر (٢):

مَا إِنْ كَمِثْلِهِمُ فِي النَّاسِ مِنْ أَحَد

وقال الفرزدق (٣):

فَمَا مِثْلُهُ فِي النَّاسِ إِلَّا مُمَلَّكًا ... أَبُو أُمِّهِ حَيٌّ أَبُوهُ يُقَارِبُهْ

أي: ما مثله في الناس حي يقاربه إلَّا مملك هو أخوه (٤).

وقال الآخر (٥):

فَمَا مِثْلُهُ فِيهِمْ وَلَا هُوَ كَائِنٌ ... وَلَيْسَ يَكُونُ الدَّهْرَ مَا دَامَ يَذْبُلُ


(١) البيت بلا نسبة في «تفسير الثعلبي» (٢٣/ ٣٣٦) ومنسوب لأوس بن حجر في «البحر المحيط» (٩/ ٣٢٦) و «الدر المصون» (٩/ ٥٤٥).
(٢) عجز بيتٍ، وصدره:
سَعْدَ بْنَ زَيْدٍ إِذَا أَبْصَرْتَ فَضْلَهُمْ
بلا نسبة في «تفسير الطبري» (٢١/ ٥٠٩) وغيره.
(٣) البيت سبق تخريجه (ص ٤١٤).
(٤) كذا في «ح»، «م»: «أخوه». والصواب: «خاله» كما تقدم.
(٥) البيت لحسان بن ثابت - رضي الله عنه -، وهو في «ديوانه» (١/ ٤٣٣) وروايته: «ولا كان قبله».