للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: «وقال مالك: أرأيت إن جاء رجلٌ أجدل من رجلٍ يدع الرجل دينه كل يومٍ لدينٍ جديدٍ».

قال: «وقال مالك: لا تجوز شهادة أهل الأهواء والبدع. قال بعض أصحابه: أراد بأهل الأهواء أهل الكلام على أي مذهب كانوا».

وهذا الذي [حكى] (١) عنه أبو حامد تأويلَ [قول] (٢) مالك هو محمد بن خويز منداد البصري المالكي، قال: «إن أهل الأهواء عند مالك وأصحابه الذين تُرَدُّ شهادتهم هم أهل الكلام». قال: «وكل متكلمٍ هو من أهل الأهواء والبدع عند مالك وأصحابه، أشعريًّا كان أو غير أشعري». هكذا ذكره عنه أبو عمر بن عبد البر في كتاب «فضل العلم» (٣).

ثم ذكر أبو حامد كلام أبي يوسف: «من طلب العلم بالكلام تزندق».

قال: «وقد اتفق أهل الحديث من السلف على هذا، ولا ينحصر عنهم ما نقل من التشديدات فيه، وقالوا: ما سكت عنه الصحابة - رضي الله عنهم - ـ مع أنهم أعرف بالحقائق وأفصح في ترتيب الألفاظ من غيرهم ـ إلَّا لعلمهم (٤) بما يتولد عنه. ولذلك قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ، هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ» (٥). أي: المتعمقون في البحث والاستقصاء».


(١) «ح»: «حكاه». والمثبت هو الصواب.
(٢) «قول» سقط من «ح».
(٣) «جامع بيان العلم وفضله» (٢/ ٩٤٢).
(٤) «ح»: «بعلمهم». والمثبت من «إحياء علوم الدين» و «درء التعارض».
(٥) أخرجه مسلم (٢٦٧٠) عن عبد الله بن مسعود.