أخت من إيطاليا تقول: أنا مسلمة وأتقابل مع أمهات من ديانات أخرى، ويطرحون عليّ عدة أسئلة، أريد من فضيلتكم معرفة إجاباتها.
السؤال
ما الحكمة من تحريم لحم الخنزير؟
الجواب
حتى تجيبين أيتها المباركة من سألك هذا السؤال، حاولي في أول الأمر أن تبيني لمن سألك التدرج في الأمر، فتقولي: نحن مخلوقون، والذي خلقنا هو ربنا، وإذا اتفقنا على أنه لا خالق إلا الله وجب ألا نعبد إلا الله، فإذا وجب ألا نعبد إلا الله فمن عبوديتنا له تبارك وتعالى امتثالنا لأمره، وعلمنا أن ربنا جل وعلا أدرى بمصالحنا منا، وما دمنا قد اتفقنا أن الله أرحم بنا منا، وأنه هو خالقنا، {مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ عَلِيمًا}[النساء:١٤٧]، ونحن المسلمين نؤمن أن الله جل وعلا هو الرب، وأننا عبيده وخلقه، وأنه يريد بنا الخير، ولا يريد بنا السوء {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}[البقرة:١٨٥]، فمعنى إسلامنا: أننا أسلمنا أنفسنا كلها لله، نختار ما يختاره الله لنا، فحرم الله علينا لحم الخنزير، والله هو الذي خلق الخنزير، فلو كان في لحم الخنزير خير لنا لما حرمه الله جل وعلا علينا، وما دام الله جل وعلا قد حرمه علينا، فلا بد أن فيه ضرر علينا سواء علمنا هذا الضرر أو لم نعلمه، وبعض من يعنى بالطب يقول: إنه يذهب الغيرة، وأياً كان الأمر صدقوا، أو لم يصدقوا، فنحن نتعبد الله بعدم أكله.