[من صفات الله تعالى أنه يحكم ما يشاء ويفعل ما يريد]
كما أن من صفات جلاله جل وعلا: أنه تبارك وتعالى يحكم ما يشاء ويفعل ما يريد, فيدبر الأمور، ويصرف الدهور، ويحكم ما يشاء، ولا ينازعه أحد كائن من كان في سلطانه.
ففي السماء عرشه، وفي كل مكان رحمته وعلمه وسلطانه، فهو جل وعلا يقول عن ذاته العلية:{كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ}[الرحمن:٢٩].
قال أهل الفضل من العلماء: يغفر ذنباً، ويفرج كرباً، ويستر عيباً، ويغني فقيراً، ويجبر كسيراً، ويقيم دولة، ويهلك أخرى، ويحي عبداً، ويميت آخر، فيحكم ما يشاء ويفعل ما يريد، وهذا كله من التوحيد الدال على كمال قدرته تبارك وتعالى.
وقد خرجت بلقيس من أرض اليمن إلى أرض فلسطين خوفاً على ملكها، فمنحها الله جل وعلا الهداية، فهذا لا يقدر عليه إلا الله تبارك وتعالى، وهو يقول:{وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ}[الأنفال:٢٤]، وهذا كله من كمال صفات الجلال له سبحانه وتعالى.
وأما صفات الجمال: فإن من أعظمها صفة الرحمة، قال الله جل وعلا يخاطب نبيه في قرآنه الذي يتلى:{نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}[الحجر:٤٩]، قال بعض السلف: هذه أرجى آية في كتاب الله جل.