ثم توفي صلوات الله وسلامه عليه والحسن والحسين لم يبلغا الحلم بعد، فكانا رضي الله عنهما موئل حفاوة الصديق من بعد نبيه، فكان رضي الله عنه وأرضاه يصلي بالناس فيخرج، فإذا لقي الحسن بن علي حمله وأخذ ينشد: بأبي شبيه بالنبي ليس شبيها بعلي وعلي يسمع ويضحك، رضي الله عن الجميع.
ثم كانت خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فكان الحسين يرقى إلى المنبر وعمر عليه فيقول: انزل عن منبر أبي واذهب إلى منبر أبيك، فيقول عمر: ولكن أبي ليس له منبر.
ثم يضعه بجواره ويضع عمر يده على رأس الحسين ويقول: والله ما أنبت الشعر على رءوسنا إلا الله ثم أنتم يا آل محمد.
ثم لما كانت خلافة أمير المؤمنين عثمان رضي الله تعالى عنه وأرضاه تطوع الحسن والحسين بأن يدافعا عن داره حتى أمرهما رضي الله عنه وأرضاه -فيمن أمر- بأن يتركا الدار حتى لا يراق دم بسببه، وكان عثمان رضي الله تعالى عنه من أحوط الناس ومن أشد الناس ورعاً وحيطة في دماء المسلمين.