وهذا جانب يعنى بحال كثير من الناس رجالاً ونساءً، وبحال الكثير من الشباب اليوم.
الإنسان بطبعه من الصعب والمشقة عليه أن يعيش وحيداً فريداً، فلابد له من خلة، ولابد له من خلطاء، ولابد له من أصدقاء، ولابد من أصحاب، وهذا أمر شائع ذائع يعرفه الصغير والكبير، إلا أن الناس من خلال استقرائهم للدهر ومعرفة الأيام زعم الكثير منهم أنه لا يوجد في الدنيا صديق وفي، بل إن العرب كانت ترى أن الصديق الوفي أمر مستحيل، فنسمع اليوم في خلال تعبيرات الناس أنهم يقولون: ثالث المستحيلات سابع المستحيلات، وما إلى ذلك!! المستحيلات المنصوص عليها ثلاث: الغول، والعنقاء، والخل الوفي.
فالعرب تقول: إن الغول شيء يخوف به، وليس له وجود.
والعنقاء طائر يخوف به، وليس له وجود.
والخل الوفي: شيء يتمناه كل إنسان وهو غير موجود؛ وانظر إلى قول أحدهم: لما رأيت بني الزمان وما بهم خل وفي للشدائد أصطفي فعلمت أن المستحيل ثلاثة الغول والعنقاء والخل الوفي فهم يزعمون أنه لا يوجد خل وفي، وهذا في ظننا بعيد، وأعظم دلالة على بطلانه: صداقة النبي وصحبته لـ أبي بكر رضي الله تعالى عنه تلك الصحبة التي شهد الله بها، قال الله جل وعلا:{إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا}[التوبة:٤٠].
وصداقته صلى الله عليه وسلم لـ عمر وغيره من الصحابة.
ويوجد في واقع الناس اليوم كثير من الخلطاء الصالحين، ونحن نريد أن نبين بعض الوصايا لمن تكون بينهم صداقة ومحبة ومودة، لعل الله أن ينفع بها: