ومن صفات جماله جل وعلا: صفة اللطف، وأنه جل وعلا لطيف بعباده، وقد قال العلماء: إن قدر الله لا ينفك عن لطفه، أو أن لطف لله لا ينفك عن قدرة.
فما من قدر ينزل على العبد إلا وفيه لطف من الله علمه العبد أو لم يعلمه، فعلى قدر تقبل العبد ورضاه بقدر الله يكون بعد ذلك توالي نعم لله بلطفه على عبده.
فهذا نبي لله يوسف أخرج من كنف أبيه المحب، ورمي في غيابة الجب، فهذا المقدور صحبه لطف لله أن الله جل وعلا أخرجه من غيابة الجب وأسكنه ردهات القصور، ثم ابتلي وأدخل السجن، وهذا المقدور رزقه الله جل وعلا معه لطفاً آخر أن كان سبباً في أنه يلتحق بالغلامين فيروا الرؤيا، ثم يكون تعبيره ثم يكون هذا اللطف سبباً في خروجه من السجن، وسبباً في حوزته على كرسي الوزارة، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام كما حكى الله عنه:{إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ}[يوسف:١٠٠].
فمن صفات جماله جل وعلا: لطفه تبارك وتعالى بخلقه علم هذا من علمه وجهل هذا من جهله.
ومن صفات جماله جل وعلا: نصرته جل وعلا لأوليائه، والنصرة غير اللطف وإنما تأتي بعدها، وقد نصر الله جل وعلا بجماله وجلاله كثيراً من خلقه ممن حققوا التوحيد على أكمل وجه، وهذا باب مستفيض، كنصرته تبارك وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم في الغار وفي غيره، ونصرته جل وعلا لكليمه موسى، ونصرته لـ يوشع بن نون، وغير ذلك من أولياء لله الذين نصرهم الله جل وعلا في أكثر المواطن.