الوقفة الثالثة أيها المؤمنون! مع قول الله جل وعلا:{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا * خَالِدِينَ فِيهَا لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا}[الكهف:١٠٧ - ١٠٨].
هذه الآية مما ختم الله به سورة الكهف، والمقصود من بيان هذا الأمر أمور عدة: الناس يسمون الخطيب الذي يتحدث كثيراً عن الجنة بأنه يطرق موضوعاً تقليدياً ويتناسون أنه لا بغية للمؤمن أعظم من الجنة؛ لأن من دخل الجنة لم تضره مصائب الدنيا، ومن أدخل النار لم تفده عطايا الدنيا.
الجنة درجة عالية والداخل إليها لا بد أن يكون ذا قلب سليم، قال الله جل وعلا على لسان خليله:{يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}[الشعراء:٨٨ - ٨٩]، ومر نبيكم صلى الله عليه وسلم على أعرابي يدعو فقال الأعرابي لنبي الله ومعه معاذ: أما إني لا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ، ولكنني أسأل الله الجنة وأستجير به من النار، فقال صلى الله عليه وسلم:(حولها ندندن)، أي: لا بغية لنا ولا مطلوب لنا في دعائنا إلا أن نزحزح عن النار وندخل الجنة.