ما هي أفضل الكتب التي تتحدث عن أسماء الله وصفاته وتزيد من حبه جل وعلا؟
الجواب
لا ينبغي أن يتردد أحد في الجواب، بأن أعظم كتاب يعرف بالله هو القرآن، فلا أحد أعلم بالله من الله، والله جل وعلا قد عرف بذاته العلية في كتابه المبين، فمن رزق تدبر القرآن تدبراً حقيقياً ومعرفة المواطن التي أثنى الله جل وعلا فيها على نفسه عرف ما لله جل وعلا من كمال الأسماء وجليل الصفات، ووالله ثم والله إن الإنسان ليقرأ في كتب أخيار وأئمة أجلاء في أسماء الله وصفاته فيزداد من الله قرباً ويعرف شيئاً، ثم إذا طواها وقرأ القرآن بتمعن وما أخبر الله به عن نفسه شعر أنه يرتقي درجات لا يبلغ أن يرقاها بتلك الكتب من الفهم والعلم بالله جل وعلا؛ لأنه لا أحد أعلم بالله من الله.
فيثنى على الله جل وعلا بما أثنى الله به على نفسه وبما سمى به نفسه وبما وصف به نفسه، لقد كان جبريل يتردد على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له عليه الصلاة والسلام:(ما منعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا، فأنزل الله جل وعلا قوله:{وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا * رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ}[مريم:٦٤ - ٦٥] ثم ختم الله الآية بقوله: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا}[مريم:٦٥]).
ومنذ أن مرت عشرة قرون على آدم من زمن بعثة نوح إلى أن تقوم الساعة يوجد كفار يحاربون الله جهاراً عياناً، ولا يوجد طاغوت ولا كافر تسمى باسم الله، ولهذا قال الله لنبيه:{هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا}[مريم:٦٥].
ويقولون: إن سيبويه مؤلف (الكتاب) النحوي المشهور قسم المعرفة إلى ستة أقسام: العلم، واسم الإشارة، والاسم الموصول، والضمائر، والمعرف بأل، والمعرف بالإضافة، وبدأ بالعلم، ثم جعل لفظ الجلالة أعرف المعارف.
فيقولون: إنه لما مات ورئي في المنام قيل له: ما فعل بك ربك؟ فقال: قد غفر لي لأني جعلت اسمه أعرف المعارف.
فلا ريب في أن اسم الله جل وعلا أعظم علم على الإطلاق، بل كما قال ربنا:{هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا}[مريم:٦٥].