الله جل وعلا نشر العلم على ألسنة كثير من العلماء والدعاة، وأولي الفضل، وغرس الله لهؤلاء العلماء والدعاة وأولي الفضل محبة في الصدور، فقد تحب من لا أحبه، وقد أحب أنا من لا تحبه أنت، فلا يكون هذا الاختلاف سبباً للخلاف بيننا، أي: فإما أن يكون شيخك شيخي، أو شيخي شيخك، وإلا افترقنا، فهذا من الجهل المنتشر بين الناس.
فقد تجد الرجل يعجب بأخيه، ويفرح بوده، ويثني عليه من كريم صفاته، وجميل معدنه، وعظيم خلته، وما فيه من عطاء وأريحية وشهامة ونخوة، فلماذا تبغضه؟ قال: إنه يحب فلاناً من العلماء، أو يود فلاناً من الدعاة، أو يميل إلى فلان.
وليس من شروط محبتك للناس أن تأسر قلوبهم، وتقيد فكرهم، وتحبس ألسنتهم، فلا يقولون إلا ما تريد، هذا أمر مفتوح كل من الناس يقتنع بزيد أو بعمرو، أو يحب فلاناً، أو لا يحب فلاناً، اللهم إلا إن رأيت فيمن أحبه خطأً ظاهراً واضحاً لا يقبل التردد، فعندئذ تذكره من باب النصيحة فقط، لكن ليس لك ولا لغيرك باب الإلزام أبداً أياً كان ذلك الشخص المحبوب، إلا أن يكون ذلك الشخص المحبوب كافراً، فإن هذا من الولاء غير الشرعي الذي لا يجوز إقراره بأي حال من الأحوال.