أول تلك الوصايا: أن يعلم أن كل صداقة ومودة ومحبة لا تقوم على أساس ديني مرتبط بالله جل وعلا، فإنها لابد أن تنتهي وتتلاشى ذات يوم، وإن بقيت فإنها لا تنفع في الآخرة في شيء، قال الله جل وعلا:{الأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ}[الزخرف:٦٧]، فكل الأخلاء والأصدقاء والأصحاب يكونون يوم القيامة أعداءً لبعض، إلا من كانت صداقته مبنية على التقوى، والمتحابون في جلال الله يظلهم الله جل وعلا تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله، كما في حديث أبي هريرة:(ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه).
وينادى يوم القيامة:(أين المتحابون بجلالي؟) إلى غير ذلك مما هو مستفيض معروف في بيان فضل المحبة في الله جل وعلا.