إن الوجل من علام الغيوب لابد له من أمور أربعه: معرفة الله، ومعرفة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يكون هناك سلف نقتفي آثارهم ونتبع هديهم، وأن يكون هناك وعد نرجوه ونأمل أن يحققه الله جل وعلا لنا، وسنحاول في هذا الدرس أن نعرِّج على شيء من هذا، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.
وسل من ربك التوفيق فيها وأخلص في السؤال إذا سئلتا وناد إذا سجدت به اعترافاً بما ناداه ذو النون ابن متى وأكثر ذكره في الأرض دأباً لتذكر في السماء إذا ذكرتا أما أول ذلك فإن الإنسان ما قدر له أن ينعم بشيء كما ينعم بأن يعرف ربه تبارك وتعالى، فإن الله نعى على أهل الكفر أنهم لم يعرفوا قدره فقال الله جل وعلا:{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}[الزمر:٦٧]، ولا أحد أعلم بالله من الله، والقرآن هو كلام الله، فمن أراد العلم بالله فليتدبر هذا الكتاب العظيم الذي بين أيدينا.