وقد اختلف أهل العلم في التفريق بين النبي والرسول: فذهب جمع منهم إلى أن النبي: من أوحي إليه بوحي ولم يؤمر بتبليغه، والرسول: من أوحي إليه بأمر أو بوحي وأمر بتبليغه، وهذا وإن قاله جمع من العلماء رحمة الله تعالى عليهم سلفاً وخلفاً إلا أنه قد يكون بعيداً من الصواب، ولعل الصواب أن يقال: إن النبي هو من أوحي إليه ليقرر شريعة من قبله، وأما الرسول: فهو من أوحي إليه بوحي جديد على غير شريعة من قبله، وإن كان الأنبياء والمرسلون مجتمعين على لب الدعوة وهي الدعوة إلى توحيد الله جل وعلا {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ}[الأنبياء:٢٥].