بقي تعقيب على النقطة الأولى: وهي تعظيم الله جل وعلا حتى لا تفوت الفائدة: نقول: إن من تعظيم الله ألا تعظم من أهانه الله جل وعلا، والذين أهانهم الله هم أهل الكفر، فلا تعظم أهل الكفر؛ لأن تعظيم أهل الكفر مخالف لإجلالك لرب السماوات والأرض، وكيف ترفع من قَدْر رجل قد أهانه الله جل وعلا، بل هم:{أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ}[الأعراف:١٧٩]، ولذلك هناك من الكتّاب والأدباء والشعراء من برزوا في هذا العصر في غير هذه البلاد، وطبقت شهرتهم الآفاق لأسباب لا تخفى على أحد، فأصبح أولئك الكتّاب وأولئك الشعراء يذكرون باللسان، ويشار إليهم بالبنان، ويُعَظمون رغم أنهم -والعياذ بالله- لا يفتأون يسخرون من الله جل وعلا ومن ذاته العلية، يقول أحدهم كشف الله ستره وأهانه الله جل وعلا: الله في مدينتي مشرد طريد الله في مدينتي يبيعه اليهود!! هذه أبيات شعرية تنشر وتقال في العالم العربي أو في العالم الإسلامي، ومثل هؤلاء لا ينبغي للمؤمن أن يجلهم، أو أن يعلي لهم قدراً، اللهم إلا أن يدرس أخبارهم وأمورهم غضباً لله، ودفاعاً عن الحق، ودفاعاً عن دين الله جل وعلا، كما أننا نتمنى من إخواننا اللاعبين عفا الله عنهم وغفر الله لنا ولهم، عندما تقليدهم أحياناً نشوة الفرح فيحملون المدربين على أعناقهم، رغم أن جُل أولئك المدربين قد يكونون من أئمة الكفر، أو قد يكونون كفاراً أصلاً وإن حملهم على الأعناق تعظيم لهم، وإنه لا ينبغي لمؤمن أن يعظم أقواماً لا يدينون بدين الحق.
فالله جل وعلا أخبر أن إبراهيم تبرأ من أبيه، ونوحاً تبرأ من ابنه:{وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ}[التوبة:١١٤]، وأكاد أجزم أن إخواننا اللاعبين -عفا الله عنا وعنهم- إنما يفعلون هذا من باب الجهل دون العلم بالحكم، ولو بلغهم هذا الأمر لما فعلوه، وهذا حسن ظن منا بأولئك المؤمنين، فإن الأصل في المؤمن أن يظن ظناً حسناً بإخوانه المؤمنين أياً كانت منازلهم، وأياً كانت مراتبهم، قال صلى الله عليه وسلم يعلم أبا موسى ومعاذاً:(يسرا ولا تعسرا، بشرا ولا تنفرا، إنما بعثت مبشراً ولم أبعث منفراً)، صلى الله عليه وسلم وعلى إخوانه النبيين.