للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[إكرام الله لنبيه بالإسراء بروحه وجسده]

والذي ينبغي أن تعلمه -أيها المؤمن- أن هذه الآية دليل صريح على إسراء الله جل وعلا بنبيه صلى الله عليه وسلم، وقول الله جل وعلا بـ (عبده) دلالة على أنه صلى الله عليه وسلم أسري به جسداً وروحاً، ولم يكن رؤيا منام، ولو كان رؤيا منامية -كما سيأتي بيانه- لما تعجب منه الخلق، ولما كان في ذلك فتنة، ولا اختباراً ولا ابتلاء للناس، ولكنه إكرام من الله العلي الكبير لآخر الأنبياء حطنا من النبيين، ونحنُ حظه من الأمم صلوات الله وسلامه عليه.

زانتك في الخلق العظيم شمائلٌ يغرى بهن ويولع الكرماءُ فإذا رحمت فأنت أمٌ أو أبٌ هذان في الدنيا هما الرحماءُ يا أيها المسرى به شرفاً إلى ما لا تنال الشمسُ والجوزاءُ يتساءلون وأنت أطهر هيكلٍ بالروح أم بالهيكلِ الإسراءُ؟ بهما سموت مطهرين كلاهما روحٌ وريحانية وبهاءُ تغشى الغيوب من العوالمِ كلما طويت سماءٌ قُلدتك سماءُ أنت الذي نظم البرية دينهُ ماذا يقول وينظُم الشعراءُ المصلحون أصابعٌ جُمعت يداً هي أنت بل أنت اليدُ البيضاءُ صلى عليك الله ما صحب الدجى حادٍ وحنت بالفلا وجناءُ واستقبل الرضوان في غرفاتهم بجنات عدنٍ آلك السُمحاءُ هذه هي الوقفة الأولى على وجه الإجمال كانت مع ما أخبر الله عنه من الإسراء بنبينا صلى الله عليه وسلم.